[center]وردة .. لكن ذابلة
هو عشقها .. أحبها بكل جوارحه هي لا تعرف معنى الحــب .. إلا أنها كلما لمحت طيفه .. لاح في
عينيها بريق غير معهود ,, بعد انتظار طويل .. تم زواجهما كان يطعمها الحب غدوا و عشيا
فاطمة .. أنا أحبك
- و أنا أعشقك
- ما اروعها تنساب من بين شفتيك
تبسمت .. الحياء يشوبها
يراها كل يوم .. و كل لحظة يراها كأنما يراها للوهلة الأولى الأيام تمضي تجر بعضها بعضا
حبهما كل يوم ينمو .. يصبح أكبر و أكثر شغفا
اختزلت الليالي .. تنبأ عن جنين يتحرك بين أحشائها
ثمرة زواجنا سوف نقطفها قريبا
- نعم .. لكن ألم تنس شيئا
- وما نسيت .؟!
- يوما .. اقرب من حبل الوريد
- وهل انسى ذلك اليوم ..!!
- اني اعشق كل ثانية فيه
ذكرى زواجهما الأولى اقتربت
جلس بمحاذاتها .. وضع كفه بكفها قربها من شفتيه .. لثمها بشغف
- وجودك اعطى لحياتي رونقا رائعا
- و انت .. احسستني بأنني أنثى
- الانوثه تنبع من عينيك .. الحب ينساب من بين شفتيك اتمنى لو اني بداخل عينيك فأذوب بهما عشقا
حارت بها الكلمات .. من اين لها مجاراه هذا الحب
كان يحبها .. يعشقها .. كل حرف من حروف اسمها ينشيه طربا
الليلة القادمة الذكرى الاولى لزواجنا
اروع ليال قضيتها في عمري
سوف اخذك غدا الى منزل والدتك
- لم ..؟
- حتى يتسنى لي ترتيب اموري فـأحتفل معك
- و انا ابقى معك ..!!
- لا .. سوف اعد لك مفاجأه
- حقا ..؟
- نعم
- محمد .. انت لن تتخلى عني .. أليس كذالك ؟
- انا اتخلى عنك .؟! انا لا استطيع التنفس دون وجودك انت شريان حياتي
لن اتركك مهما حصل
- هل هذا وعد.؟
- وحق من رفع السبع الشداد .. وعد ..
في الصباح الباكر
اوصلها لمنزل والدتها .. مال إلى عمله .. وعندما اقترب وقت الزوال هم الى شقته الصغيرة ليستعد
جعل تلك الشقة جنة تهوي لها النفوس
حان الوقت
كم هو مشتاق لها ..!!
وهي تتحرى رؤيته
...
قاد سيارته الصغيرة نحو ذاك المنزل
في الطريق ..
إنه لا ينفك يفكر بها أخذتها عواطفه بجانبها و في الجانب الاخر هناك سيارة تطير لا تسير
بمحاذاة سيارة محمد اضطربت السيارة و اخذت مسلكا اخر انحازت عن الطريق لتهوي هناك .. فغدت ركاما
محمد .. وصلت روحه حد التراقي
و مضت امام ناظره صورة لفاطمة لحظات فـ صعدت روحه مودعة
فاطمة تنتظر
ليس هناك من عودة
..
رن الهاتف
أجابت والدتها :
- الو .. نعم
- أماه ..!
كان هذا ابنها روحه تختنق بعبرتها .. يحمل واقعا مريرا
- بني .. ما بالك ..؟
- اماه.. زوج أختي ..
صمت .. كان صمته مفجعا
ارتبكت الأم ..
- ماذا حدث ..؟
- لقد توفي .. محمد توفي ..
شعرت الأم و كأنها تهوي من جبل مرتفع
- ماذا تقول ..؟
- حادث .. اوى بحياته ..
- لا .. لايمكن .. ماذا سأقول لاختك .. انها تنتظر عودته
- لقد رحل يا أماه .. قولي لها ان محمدا قد رحل
أطبقت الأم الهاتف مالت للغرفة التي بها ابنتها
- ازيلي زينتك يا ابنتي ..
- لم ..؟ محمد سيصل قريبا ..
- لا .. محمد لن يعود
قامت فاطمة .. وجلت ..
- أماه .. ما تقولين .؟!
- .. لقد اصابه حادث سير اودى بحياته
تبسمت فاطمة
- ماذا تقصدين انه اودى بحياته .؟!!
أنسابت من محجريها دموع حارة .. لا تعي مايحدث
أحست الأم بقلبها يقتلع
لقد توفي ..
تعالت من فاطمة ضحكة غير مؤلفة
- كيف .؟ ماذا تقولين ؟ توفي يعني رحل .. ومحمد وعدني انه لن يرحل
- لكنه رحل
توغل الصمت روح فاطمة
- لا .. لا يعقل .. محال ان يتركني ..
لم تلق الأم ماتقول .. اكتفت بالصمت .. الصمت الذي هو ابلغ من اي لغة
هرعت فاطمة نحو الهاتف
سوف اتصل به .. الليلة ذكرى زواجنا
رن الهاتف
ضحكت فاطمة .. برقت بارقة الامل
- انه يرن .. سوف يرد علي .. يجب ان يأتي لاخذي
رن .. حتى انقطع الخط
وقفت فاطمة .. متحيرة ..
- كيف به ..؟
- بنيتي .. لا تنهكي نفسك .. ستغدين اما
- و هل يأتي طفلي دون والده ..؟
لا .. محمد لن يتركنا .. كان يتوق للقاء ابنه ..
شهقت فاطمة .. انصاعت للواقع
بكت .. اخترقت أناتها السماء
- لا .. لا يمكن له ان يرحل .. لايمكن ان يتركني
بكت .. حتى خرت مغشيا عليها ..
فتحت عينيها ..
في المشفى
- أماه .. اين محمد ..؟ هل حقا رحل ..؟
كانت دموع والدتها جوابا كافيا
- لا .. ماذا عني .؟ ماذا عن طفلي .؟
- لا أماه .. انت تكذبين .؟
كانت الصدمة اقوى من ان يتحملها قلب فاطمة .. فقدت وعيها مج
ا
عندما افاقت
رأت بجانبها الطبيب المسئول خالته للوهلة الاولى محمد
خاطبها الطبيب ببرود كأن شيئا لم يكن
- لقد فقدت الجنين
ثم انسحب .. تركها في دهشة ..
محمد .. وطفلي ايضا..!؟؟
اصابها الدهر سهاما افقدتها ماتبقى من حياتها
أرملة .. و ثكلى ..!
هل يعقل ..؟ لا بد اني احلم ..
محمد .. تذهب .. تأخد طفلك .. وتتركني وحدي .. كيف بك ..؟!
شهقات فاطمة في اعتلاء
قد اطل الليل بسكونه الموحش..
فاطمة .. وجدت نفسها في اسر آهات الواقع و جبروت الحقيقة قد طغت عليها
فتركتها ..
وردة .. لكن ذابلة
بقلم قلب مكسورa